منتخبنا.. هيبة بطل.. بلا هوية..

منتخبنا.. هيبة بطل.. بلا هوية..

كتبه : محمد اليحيى بتاريخ : 2011-01-06 الساعة : 13:57:31
انطلقت بطولة أمم آسيا 2011 في دوحة الخير.. وتنطلق مسيرة الأخضر نحو اللقب الآسيوي يوم الأحد القادم إن شاء الله تعالى..
كنت أشعر برغبة شديدة لانتقاد عمل المدرب بيسيرو في التحضير لهذه البطولة بالذات.. فعمل بيسيرو مغر جدا للانتقاد.. واكتشاف أخطاء الإعداد.. أجده أمراً سهلاً جداً على أي ناقد رياضي..
ولكن رغبتي في الانتقاد بدأت في التلاشي شيئا فشيئا بعد أن مللت من قراءة ومتابعة الانتقادات التي وجهها الخبراء لبيسيرو منذ مباراة إسبانيا الودية وحتى اليوم.. دون أن أرى أي بوادر تطور -للأسف- فيما يقوم به مدرب المنتخب السعودي.. فالمدرب لا يزال يجرب اللاعبين.. وكأن مباراة المنتخب القادمة بعد شهرين وليس بعد أربعة أيام..! ما جعلني أتأكد أن المدرب لا يهتم بالنقد الهادف.. خصوصا وهو يعرف أنه "رايح رايح.."..
فمن مبدأ.. الضرب في الميت حرام؟؟ (سأحاول) أن لا أنتقد بيسيرو على أن يكون الانتقاد بعد البطولة موجهًا لمن ترك بيسيرو يلهو ويمرح في منتج الوطن النفيس.. المنتخب السعودي.. وأعدكم أن يكون انتقادي "محبب للنفس" وهادفًا وبناءً إن شاء الله تعالى..

قد يبدو من السطور أعلاه.. أنني (أجهز العصابة قبل الفلقة).. أو أنني سأظهر لكم بعد البطولة بثوب من يقول.. (هماااني قايلن لكم من أول...) وقد أبدو أمامكم غير متفائل.. وهذا غير صحيح..
أنا متفائل كما هي عادتي دائما.. خصوصا في بطولة آسيا والتي شاركنا فيها سبع مرات ووصلنا في ستٍ منها إلى المباراة النهائية.. وأعرف تماما أن المنتخب السعودي حين ينزل إلى أرضية الملعب تحضر معه هيبة البطل التي تظهر على لاعبي الخصوم حتى والمنتخب السعودي في أسوأ حالاته الفنية.. عندما يواجه الفرق الآسيوية والعربية..
والدليل أنه عندما يلعب المنتخب السعودي في كأس العالم.. تختفي تلك الهيبة أمام المنتخبات العالمية ونخسر بنتائج كبيرة أحيانا.. وحتى لو قدمنا المستوى الفني الجيد.. لا نفوز..
الهيبة التي أتحدث عنها.. والتي صنعها التاريخ الحافل خلال أكثر من عقدين من الزمن.. لا يمكن أن تزول فجأة.. على الرغم من اهتزازها في السنوات الخمس الأخيرة.. والتي اختفت فيها هوية الأخضر الفنية.. بسبب التخبطات التدريبية منذ رحيل كالديرون بعد التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006..

قد يحالف الصواب بيسيرو.. فهو وإن كان (غالبا) على خطأ.. قد يكون (أحيانا) على صواب.. وقد يساعده تخبط مدربي المنتخبات المنافسة.. وقد يكون لاعبو الصقور الخضر في أحسن أحوالهم الفنية والنفسية.. ولكن ما أنا (شبه) مقتنع منه.. أن بيسيرو.. ليس بالمدرب الذي يسير وفق مخطط طويل الأمد.. وأخشى أن يفقد منتخبنا هيبته (المهزوزة) مع مرور الوقت.. ومدربو المنتخبات يجب أن تكون لديهم النظرة الاستراتيجة حتى وإن كانوا فنيا دون المستوى المأمول..

** نقاط.. على الجرح.. **

كرة القدم الحديثة تعتمد على لاعب محور الارتكاز.. والمنتخب السعودي يفتقد لخدمات خالد عزيز والغنام وإبراهيم غالب.. وشكوك حول مشاركة كريري أساسي.. أما أحمد عطيف وتيسير الجاسم فنزعتهما الهجومية أكثر.. ويبقى معتز الموسى هو الأنسب لتحمل أعباء هذا المركز المهم جدا..

* تصرف ناصر الشمراني في المباراة الودية أمام انجولا.. مرفوض تماما.. وقد يساهم ذلك في ركنه احتياطيا فهزازي أو مهند عسيري أحدهما قادرُ على سد خانته بكل اقتدار بل إن أسلوب أي منهما من وجهة نظري أكثر تناغما مع ياسر..

* عندما يقول بيسيرو إن المنتخب الأنجولي يشبه منتخبي الأردن وسوريا.. هل يقصد ألوان القمصان؟ أم يستغفل المتابعين؟ أم أنه لا يدري أنه لا علاقة بينها؟

* سؤال بريء جداً.. ما الذي يجعل بيسيرو يقول إن قرار عدم مشاركة ياسر في مباراة أنجولا كان قراراً فنياً.. ويتضح لاحقا أنه مصاب؟

* عصبية بيسيرو - المبالغ فيها - لا أجد لها أي مبرر خصوصا في مباراة ودية.. والسبب حسب اعتقاده.. أن لاعبي أنجولا يضيعون الوقت؟! فهل هناك فريق يضيع الوقت في مباراة ودية؟؟ وإذا كان هذا الفريق كذلك.. لماذا أحضرته؟ ثم إن لاعبي أنجولا كانوا فعلا مصابين بسبب احتكاكات قوية.. يجب أن يدرك المدرب.. أن توتره على الخط.. يزيد من توتر اللاعبين داخل الملعب ويربكهم ويفقدهم التركيز؟

* استفدنا من مباراة أنجولا.. التعود على إضاعة الوقت المتوقع من منتخبي سوريا والأردن.. وكم من إصابة.. والاستعداد للانفعال والعصبية ورفعة الضغط.. (خوش فوايد!!)..

* سامحوني.. حاولت أن لا أنتقد بيسيرو.. ولم أستطع.. كأنه يقول.. "تكفون انتقدوني"..